فصل: بَيَانُ نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وأن الله لا ينام وأنه يخفض القسط ويرفعه، وأن أعمال النهار ترفع إليه كل يوم وأعمال الليل ترفع إليه كل ليلة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مسند أبي عوانة المسمى بـ «المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم» ***


بَيَانُ غَسْلِ قَلْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَاءِ زَمْزَمَ بَعْدَ ما أخرج من جوفة ثم خيط أثره وحشي إيمانا وحكمة، وصفة البراق والمعراج

والدليل على أن السماء بعضها فوق بعض، وأن لها أبواباً وحجاباً، وأنه عرج بنفس النبي صلي الله علية وسلم لا بروحه، وأن الانبياء يرفعون إلى السماء بعد موتهم، والدليل على أن النبي صلي الله علية وسلم في صباه إلى أن أوحي إليه مؤمناً مهتديا‏.‏

251 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ‏:‏ أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِ الْبَطْنِ، ثُمَّ أُخْرِجَ الْقَلْبُ فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ وَمُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ يُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

252 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ‏:‏ أنبا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ‏:‏ أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا، قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ قُلْتُ لِلَّذِي مَعِي مَا يَعْنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ فَحُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ الْبُرَاقُ فَوْقَ الْحِمَارِ دُونَ الْبَغْلِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قَالُوا‏:‏ أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لِي فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ

الثَّانِيَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى، وَعِيسَى، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَانِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَانِ يَحْيَى، وَعِيسَى، قَالَ‏:‏ وَأَحْسَبُهُ، قَالَ‏:‏ ابْنَا الْخَالَةِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا، فَقَالا‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَخُوكَ إِدْرِيسُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ فَكَانَ قَتَادَةُ يَقْرَأُ عِنْدَهَا‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا‏}‏ ‏[‏سورة مريم آية 57‏]‏، ثُمَّ

انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَخُوكَ هَارُونُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، قِيلَ‏:‏ وَمَا يُبْكِيكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَبِّ هَذَا غُلامٌ بَعَثَتْهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قَالُوا‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ

وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ وَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ، وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجْنَ مِنْ أَصْلِهَا‏:‏ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِه الأَنْهَارُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ‏:‏ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا النَّهْرَانِ الظَّاهِرَانِ‏:‏ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَائَيْنِ‏:‏ أَحَدُهُمَا لَبَنٌ، وَالآخَرُ خَمْرٌ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقِيلَ لِي‏:‏ أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ وَأُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَفُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ

، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قَالَ‏:‏ فَمَا زِلْتُ بَيْنَ مُوسَى وَبَيْنَ رَبِّي حَتَّى صُيِّرَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ صُيِّرَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَقُلْتُ‏:‏ لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ‏:‏ فَنُودِيتُ أَنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَجَعَلْتُ الْحَسَنَةَ بِعَشَرَةٍ أَمْثَالِهَا‏.‏

253 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهِشَامٌ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ كِلاهُمَا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الإِسْرَاءِ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْحَطِيمِ، وَرُبَّمَا قَالَ‏:‏ فِي الْحِجْرِ، إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ‏:‏ أَحَدُ الثَّلاثَةِ، قَالَ‏:‏ فَأَتَانِي فَشَقَّ، وَرُبَّمَا قَالَ‏:‏ فَقَدَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ قَائِدِي‏:‏ مَا يَعْنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ مِنْ قِصَّتِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، قَالَ‏:‏ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي فَغَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، وَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ

أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ‏:‏ يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَهُوَ الْبُرَاقُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرَفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِي السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قَالَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ‏:‏ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا فِيهَا آدَمُ، قَالَ‏:‏ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، وَقَالَ مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْنَا إِذَا يَحْيَى، وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا عِيسَى، وَيَحْيَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا فَرَدَّا، وَقَالا‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ، قَالَ‏:‏ هَذَا يُوسُفُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا

بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِدْرِيسُ، قَالَ‏:‏ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، وَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ قِيلَ‏:‏ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا هَارُونُ، قَالَ‏:‏ سَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا مُوسَى، قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبْكِي أَنَّ غُلامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ

‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، فَقِيلَ‏:‏ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قِيلَ‏:‏ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ‏:‏ هَذَا إِبْرَاهِيمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا هُوَ يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ‏:‏ نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَا الْبَاطِنَانِ‏:‏ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ‏:‏ فَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَى الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ‏.‏

254 قَالَ قَتَادَةُ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ، ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلاةُ خَمْسُونَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ بِمُوسَى، فَقَالَ‏:‏ مَا أُمِرْتُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاةٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَكَ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاةٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أُمِرْتُ بِأَرْبَعِينَ صَلاةٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ أُمِرْتُ بِثَلاثِينَ صَلاةٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ثَلاثِينَ صَلاةٍ وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ

لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أُمِرْتُ بِعِشْرِينَ صَلاةٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِكَمْ أُمِرْتَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ أُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ بِمَا أُمِرْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا نَفَذَتْ نَادَانِي مُنَادِي‏:‏ إِنِّي قَدْ أَنْفَذْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، هَذَا لَفْظُ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ بِنَحْوِهِ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْحَسَنِ، وَقَالَ مَكَانَ‏:‏ قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ، قَالَ‏:‏ بَلَوْتُ النَّاسَ، وَزَادَ فِيهِ‏:‏ عَنْ عِبَادِي وَجَعَلْتُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ

هَمَّامٍ أَيْضًا ذِكْرِ الْحَسَنِ وَلا الْجَارُودِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ بِطُولِهِ‏.‏

255 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ كِلاهُمَا، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ وَأَثْنَيْتُ عَلَى رَبِّي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُمَثِّلَ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرُفِعَ لِي، فَجَعَلْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

256 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ‏:‏ لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

257 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ‏:‏ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قَالَ أَنَسٌ‏:‏ وَكُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ‏.‏

258 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا، عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَّجَ عَنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ نُورٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قَالُوا‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قَالُوا‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ مَرْحَبًا وَأَهْلا يَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعَلِّمَهُمْ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

259 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ‏:‏ اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، فَعَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا جِبْرِيلُ، وَقِيلَ‏:‏ مَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَهُ، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ‏:‏ يَحْيَى، وَعِيسَى، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، وَإِذَا

هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ‏:‏ وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا‏}‏ ‏[‏سورة مريم آية 57‏]‏، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ فَرَحَّبَ لِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ‏:‏ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جِبْرِيلُ، قِيلَ‏:‏ وَمَنْ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُحَمَّدٌ، قِيلَ‏:‏ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِذَا

ثَمَرُهَا كَالْقِلالِ، وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ حَتَّى مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلاةٍ، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ مَا فَرَضَ عَلَيْكَ رَبُّكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ خَمْسِينَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَرَّبْتُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَبِّي خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسَةً، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قَالَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَلَمْ أَزَلْ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى حَتَّى جَعَلَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ لِكُلِّ صَلاةٍ عَشَرَةٌ فَتِلْكَ عَشَرَةٌ فَتِلْكَ خَمْسُونَ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً وَاحِدَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يَكْتُبْ شَيْئًا فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ مَا صَنَعْتَ‏؟‏ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ‏.‏

260 حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْبَكْرَاوِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، وَإِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا هَبَطَ مِنْ فَوْقِهَا حَتَّى يُقْبَضَ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا عَرَجَ مِنْ تَحْتِهَا حَتَّى يُقْبَضَ مِنْهَا، قَالَ‏:‏ ‏{‏إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 16‏]‏، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ فَرَاشًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ‏:‏ أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيُغْفَرُ لِمَا مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، هَذَا لَفْظُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَزَادَ فِيهِ أَبُو أَحْمَدَ، فَقَالَ‏:‏ إِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا عُرِجَ مِنَ الأَرْوَاحِ وَيُقْبَضُ بِهَا، وَقَالَ أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا ثَلاث لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، فُرِضَ عَلَيْهِ خَمْسُ صَلَوَاتٍ وَجُعِلَتْ بِخَمْسِينَ صَلاةٍ‏.‏

261 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، لَقِيتُ مُوسَى، قَالَ‏:‏ فَنَعَتَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ مُضْطَرِبُ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، قَالَ‏:‏ وَلَقِيتُ عِيسَى، نَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ رَبْعَةُ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ، قَالَ‏:‏ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ، قَالَ‏:‏ وَأُتِيتُ بِإِنَائَيْنِ‏:‏ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي‏:‏ خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي هُدِيتَ لِلْفِطْرَةِ أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ، غَوَتْ أُمَّتُكَ، وَالدِّيمَاسُ‏:‏ حَمَّامٌ‏.‏

262 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ‏.‏

263 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه ِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَنَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ‏.‏

264 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَمَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى قَائِمًا يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتِ الصَّلاةُ وَأَمَمْتُهُمْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ، قَالَ لِي قَائِلٌ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ‏.‏

265 حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ

وَبَيَانِ أَنَّ الْجَنَّةَ مَخْلُوقَةٌ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم دخلها، وأنها فوق السموات والأرض، وأن السدرة المنتهي فوقها، وأن الله فوقها، وأن النبي صلي الله عليه وسلم انتهى إليها، وأنه دنا من رب العزة ورب العزة دنا منه قاب قوسين أو أدني، وأن ما غشي السدرة من الألوان كان من نوره تبارك وتعالى، وأن الكوثر الذي أعطي محمد صلي الله عليه وسلم هو مخلوق وموجود، وهو نهر من ماء ترابه المسك، وصفة الحوض ومائة، وأن من بدل ما كان علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم من أمته لم يرد حوضه، وأن النيل والفرات أصلهما في السماء، وإثبات صريف الأقلام فوق السموات السبع، وأن موسى رفع فوق الأنبياء بكلامه تبارك وتعالى

266 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبْجَرَ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، سَمِعَا الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ، قَالَ‏:‏ أَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ‏:‏ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ‏؟‏ فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ أَفَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ نَعَمْ، أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ‏:‏ ذَلِكَ لَكَ وَمَعَ هَذَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ، قَالَ مُوسَى‏:‏ أَيْ رَبِّ فَأَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ مَنْزِلَةً‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِيَّاهَا أَرَدْتَ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْهُمْ‏:‏ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ‏:‏ ‏{‏فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة السجدة آية 17‏]‏‏.‏

267 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو ذَرٍّ حَدَّثَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فُرِّجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا‏:‏ افْتَحْ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا جِبْرِيلُ، قَالُوا‏:‏ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ أُرْسِلَ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَفُتِحَ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ‏:‏ فَقَالَ لِخَازِنِهَا‏:‏ افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَفَتَحَ، قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي

السَّمَاوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ كَانَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ‏:‏ أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبْرِيلُ بِإِدْرِيسَ، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَّ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا إِدْرِيسُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا مُوسَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا عِيسَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولانِ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلامِ، قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةٍ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى‏:‏ مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاةٍ، قَالَ لِي مُوسَى‏:‏ فَرَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي

فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ‏:‏ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ‏:‏ هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، قَالَ‏:‏ ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى نَأْتِيَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ‏.‏

268 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَيْلِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءًا حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ يُونُسَ بِتَمَامِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَلَمْ يَقُلْ نَسَمَةً فَقَطْ‏.‏

269 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السِّجْزِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالا‏:‏ أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا، ثُمَّ نُودِيَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خَمْسِينَ‏.‏

270 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ‏:‏ هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِكَ وَأَهْلا يَا بُنَيَّ، فَنِعْمَ الابْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ‏:‏ هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ فَذَهَبَ يَشُمُّ تُرَابَهُ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ، قَالَ‏:‏ يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا النَّهَرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ فِي الأُولَى، وَذَكَرَ قِصَّةَ السَّمَوَاتِ، قَالَ‏:‏ وَكُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ أَنَسٌ، فَوَعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ، وَهَارُونَ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِفَضْلِ كَلامِهِ اللَّهَ، فَقَالَ مُوسَى‏:‏ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ، ثُمَّ عَلا بِهِ فِيمَا لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ بِهِ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى خَمْسِينَ صَلاةٍ عَلَى أُمَّتِهِ كُلَّ يَوْمٍ

وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، مَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةٍ عَلَى أُمَّتِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ، فَارْجِعْ فَلْتُخَفِّفْ عَنْكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلا بِهِ جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى إِلَى الْجَبَّارِ وَهُوَ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَنَّا، فَإِنَّ أُمَّتِي لا تَسْتَطِيعُ هَذَا، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ قَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الْخَمْسِ فَضَيَّعُوهُ وَتَرَكُوهُ، وَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا، وَقُلُوبًا، وَأَبْصَارًا، وَأَسْمَاعًا، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلُّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ فَلا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَيَرْفَعُهُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، إِنَّ أُمَّتِي ضِعَافٌ أَجْسَامُهُمْ، وَقُلُوبُهُمْ، وَأَسْمَاعُهُمْ، وَأَبْصَارُهُمْ، فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ هِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ فَعَلْتَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ خَفَّفَ عَنَّا أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، قَالَ‏:‏ قَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَتَرَكُوهُ فَارْجِعْ فَلْتُخَفِّفْ

عَنْكَ أَيْضًا، قَالَ‏:‏ قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَاهْبِطْ بِسْمِ اللَّهِ‏.‏

271 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدَنَ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَلآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ حَوْضِهِ، قُلْنَا‏:‏ وَتَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ‏.‏

272 وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ‏:‏ وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، وَحَدَّثَنِيهِ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ‏:‏ السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا، قَالُوا‏:‏ رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، قَالُوا‏:‏ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَلَيُذَادَنَّ الرَّجُلُ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ‏!‏ أَلا هَلُمَّ‏!‏ َيُقَالُ‏:‏ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا، فَأَقُولُ‏:‏ فَسُحْقًا، فَسُحْقًا، فَسُحْقًا، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا حَدَّثَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ‏:‏ أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، فَأَقُولُ‏:‏ سُحْقًا سُحْقًا‏.‏

بَيَانُ ضَحِكِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ عَبْدِهِ وَإِلَى عَبِيْدِهِ، وإن أول من يدخل الجنه تكون وجوهم علي صورة القمر، ثم من دخلها بعدهم نور وجوهم دون نور من تقدمهم

273 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَسْأَلُ عَنِ الْوُرُودِ، فَقَالَ‏:‏ نَحْنُ نَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَذَا وَكَذَا، انْظُرْ أَيُّ ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ تَنْتَظِرُونَ‏؟‏ فَنَقُولُ‏:‏ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا رَبُّكُمْ، قَالَ‏:‏ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ يَضْحَكُ‏.‏

274 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَحْمَدُ أخي، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَسْأَلَ عَنِ الْوُرُودِ، فَقَالَ‏:‏ نَحْنُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَيَقُولُونَ حَتَّى نَنْظُرُ إِلَيْكَ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ حَتَّى يَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ أَوْ أَضْرَاسُهُ فَيَنْطَلِقُ رَبُّهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُ وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ أَوْ مُؤْمِنٌ نُورًا وَتَغْشَى، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلالِيبُ وَحَسَكٌ تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ، ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ، فَيَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لا يُحَاسَبُونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَأِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ كَذَلِكَ، ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، فَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، ثُمَّ يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ فَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثُمَّ يُسْئِلُ حَتَّى يَجْعَلَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ رَوْحٍ‏.‏

275 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَالَ عُكَّاشَةُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ‏.‏

276 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ‏:‏ أنبا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، حَدِيثُ شُعَيْبٍ بِمِثْلِهِ سَوَاءٌ، وَالآخَرُ بِنَحْوِهِ‏.‏

277 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ‏:‏ أنبا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ، شَكَّ أَبُو حَازِمٍ فِي أَحَدِ الْعَدَدَيْنِ، مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ، وَوُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ‏.‏

278 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ مُتَمَاسِكُونَ بَعْضُهُمْ آخِذٌ بِيَدِ بَعْضٍ، لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ‏.‏

279 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أنبا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ مَرَّةً وَيَمْشِي مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ‏:‏ تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْهَا لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مَالَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ‏:‏ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ‏:‏ يَا عَبْدِي، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ‏:‏ لا يَارَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ‏:‏ يَا عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمَا، فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ‏:‏ أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي

غَيْرَهَا‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْمَعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ يَا عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا‏؟‏ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ مَا يَصْرِي مِنْكَ، أَيْ عَبْدِي أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنَ الْجَنَّةِ مِثْلَ الدُّنْيَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ أَتَهْزَأُ بِي أَيْ رَبِّ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ، قَالَ‏:‏ فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ‏:‏ أَلا تَسْأَلُونِي لَمْ ضَحِكْتُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لِضَحِكِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لِضَحِكِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ، قَالَ‏:‏ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ‏.‏

280 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ أَيْضًا، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، قَالَ‏:‏ أنبا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَهُوَ يَكْبُو مَرَّةً، وَيَمْشِي مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ يَا رَبِّ، أَتَسْتَهْزِيءُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏؟‏ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ‏:‏ أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّا أَضْحَكُ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ وَمَا يُضْحِكُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ، قَالَ‏:‏ أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّا أَضْحَكُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ وَمِمَّا تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ‏:‏ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏؟‏‏!‏ قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ‏.‏

بَيَانُ نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وأن الله لا ينام وأنه يخفض القسط ويرفعه، وأن أعمال النهار ترفع إليه كل يوم وأعمال الليل ترفع إليه كل ليلة

والدليل على أن النبي صلي الله علية وسلم حجبه نور الرب تعالى عن النظر إلى وجهه الكريم

281 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ الصَّغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ‏:‏ أنبا شُعَيْبٌ كُلُّهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وأبي عبد الله الأغر صاحبي أبي هريرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ‏.‏

282 أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ لَثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، أَوْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلا ظَلُومٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ‏:‏ أنبا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، قَالَ صَالِحٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ‏:‏ ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلا ظَلُومٍ، يُقَالُ‏:‏ مَرْجَانَةُ أُمُّهِ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏.‏

283 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمِلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ‏.‏

284 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ‏:‏ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَىءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ‏.‏

285 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ بِمِثْلِهِ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ‏.‏

286 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يَرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلَ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَعَمَلَ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ عَمَلَ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلَ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ‏.‏

287 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ‏:‏ لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ‏:‏ مَا هُوَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نُورًا أَنَّى أُرَاهُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ بِمِثْلِهِ، قَالَ عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ خُرَّزَاذَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ‏:‏ مَا زِلْتُ مُنْكِرًا لِحَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَتَّى حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ‏:‏ لَوْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَسَأَلْتُهُ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُهُ عَنْ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ قَدْ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ رَأَيْتُ نُورًا أَنَّى أُرَاهُ، قَالَ عَفَّانُ‏:‏ فَقَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ يَعْنِي‏:‏ مُعَاذٌ فَحَدَّثَنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَ مَا قَالَ هَمَّامٌ بِهِ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ‏:‏ حَدَّثَنَاهُ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

قَتَادَةَ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ، قَالَ‏:‏ قَدْ سَأَلْتُ، فَقَالَ‏:‏ نُورًا أَنَّى أُرَاهُ، وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَفَّانَ بِمِثْلِهِ‏.‏

بَيَانُ إِثْبَاتِ خَازِنِ النَّارِ

والدليل على أنها مخلوقة وإثبات عذاب القبر، وصفة الدجال‏.‏

288 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لا وَاللَّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعِيسَى أَحْمَرُ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعْرِ يَنْطِفُ رَأْسَهُ، أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الشَّعْرِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الدَّجَّالُ، فَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ طَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏.‏

289 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ‏:‏ أنبا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ بَيْنَ أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعْرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلا، أنه قال‏:‏ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ‏.‏

290 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلا إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُرَانِي اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ مَنْ يُرَى مِنْ أَدَمِ الرِّجَالِ، يَضْرِبُ لِمَّتُهُ مَنْكِبَيْهِ، رَجْلُ الشَّعْرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ وَاضِعَ يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ، هُوَ بَيْنَهُمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، قُلْت‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ هَذَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ وَاضع يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبِي رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ، وَقَالَ نَافِعٌ‏:‏ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ‏:‏ لا وَاللَّهِ مَا أَشُكُّ أنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ الصَّيَّادِ‏.‏

291 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا أخبره، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أَدَمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ، قَدْ رَجَّلَهَا وَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقِيلَ‏:‏ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَسَأَلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقِيلَ‏:‏ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ، حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، مِثْلَهُ‏.‏

292 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي‏:‏ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ‏:‏ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ فَنَظَرَ إِلَى مُوسَى آدَمُ طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ جَعْدٌ، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى الدَّجَّالَ، وَمَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ الْمُحْتَسِبِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ آيَاتٌ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ، فَلا يَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِ‏.‏

293 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ رَجُلا طَوِيلا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ جَعْدَ الرَّأْسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، فِي آيَاتٍ أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ‏.‏

294 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أنبا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ‏.‏

295 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ‏:‏ أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ‏:‏ أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ‏؟‏ فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَارَسُولَ اللَّهِ، يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ‏؟‏ فَقَالَتْ عَمْرَةُ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَائِذًا بِاللَّهِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي قَدْ أُرِيتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَهَيْئَةِ الدَّجَّالِ، قَالَتْ عَمْرَةُ‏:‏ وَسَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ‏:‏ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ‏.‏

296 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ‏:‏ فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ‏؟‏ فَأَمَّا الْمُوقِنُ، أَوِ الْمُؤْمِنُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، فَيَقُولُ‏:‏ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ فَنَمْ صَالِحًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، فَيَقُولُ‏:‏ لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ، قَالُوا شَيْئًا فَقُلْتُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ هُوَ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ هُوَ الْحِمْصِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَحَدِيثُ أَبِي أُسَامَةَ أَتَمُّ مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبٍ‏.‏

297 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ هُوَ الْعُذْرِيُّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ الأَيْلِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، تَقُولُ‏:‏ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ الَّتِي يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ النَّاسُ ضَجَّةً حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْمَعَ آخِرَ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَكَنَتْ ضَجَّتُهُمْ، قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ مِنِّي‏:‏ أَيْ بَارِكَ اللَّهُ فِيكَ، مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ قَوْلِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ‏.‏

بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ فِي صُورَتِهِ، وصفة جبريل، واختلاف تفسير ‏{‏قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 9 - 11‏]‏

298 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْبَرِيِّ الْكُوفِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ‏{‏مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 11‏]‏‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 13‏]‏، قَالَ‏:‏ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ‏.‏

299 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ ‏{‏مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 11‏]‏قَالَ‏:‏ رَآهُ بِقَلْبِهِ، زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو جُهَيْمَةَ، رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ أَبُو جَهْمَةَ، رَوَاهُ سَحْتَوَيْهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ سُعَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ‏.‏

300 حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْقَاضِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو جُهَيْمَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 11‏]‏قَالَ‏:‏ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ‏.‏

301 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ هُوَ الطَّائِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 9‏]‏، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ‏.‏

302 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، وَعَلَيَّ دُرَّتَانِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ‏{‏قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 9‏]‏‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ‏:‏ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ‏.‏

303 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ‏:‏ مَرَّ بِنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزّ ‏{‏لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 18‏]‏، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ أَيْ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ‏.‏

304 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أنبا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا أَبَا عَائِشَةَ، ثَلاثَةٌ مَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ‏:‏ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، قَالَ‏:‏ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، انْظُرِي أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 13‏]‏، ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ‏}‏ ‏[‏سورة التكوير آية 23‏]‏‏؟‏، فَقَالَتْ‏:‏ أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذَا، فَقَالَ‏:‏ ذَاكَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ فِيهَا إِلا مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَوَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام آية 103‏]‏، ‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة الشورى آية 51‏]‏‏؟‏ وَمَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة آية 67‏]‏، وَمَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ

مَا فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النمل آية 65‏]‏، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ ثَلاثٌ مَنْ قَالَ وَاحِدًا مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ‏.‏

305 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَامِرٍ‏:‏ أَنَّ مَسْرُوقً أَتَى عَائِشَةَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ، لَقَدْ قَفَّ شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ، ثَلاثٌ مَنْ حَدَّثَكَ فَقَدْ كَذَبَ‏:‏ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ‏:‏ ‏{‏لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام آية 103‏]‏، ‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ‏}‏ ‏[‏سورة لقمان آية 34‏]‏، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ‏}‏ ‏[‏سورة الشورى آية 51‏]‏الآيَةَ كُلَّهَا، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ، فَقَدْ كَذَبَ، رَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قُلْتُ لِعَائِشَة‏.‏

306 حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ الْكُوفِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ 61، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْوَدَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام آية 103‏]‏‏.‏

307 حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَائِشَةَ فَأَيْنَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى‏}‏ ‏[‏سورة النجم آية 8‏]‏‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ الرِّجَالِ، وَأَنَّهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ، فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ‏.‏

308 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، تَقُولُ‏:‏ أَعْظَمُ الْفِرْيَةِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَالَ ثَلاثَةً‏:‏ مَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا رَآهُ‏؟‏، قَالَتْ‏:‏ لا إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَآهُ مَرَّتَيْنِ‏:‏ فِي صُورَتِهِ مَرَّةً بِالأُفُقِ الأَعْلَى، وَمَرَّةً سَادًّا آفَاقَ السَّمَاءِ‏.‏

بَيَانُ نَظَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

309 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ هُوَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ‏(‏ح‏)‏ وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا أَسَدٌ هُوَ ابْنُ مُوسَى ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ عَفَّانُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الأَسْوَدُ‏:‏ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏}‏ ‏[‏سورة يونس آية 26‏]‏، قَالَ‏:‏ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعُودًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، قَالُوا‏:‏ وَمَا هَذَا الْمَوْعُودُ‏؟‏ أَلَيْسَ قَدْ ثَقَّلَ مَوَازِينَنَا‏؟‏ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَأَدْخَلَنَا الْجَنَّةَ وَنَجَّانَا مِنَ النَّارَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيُرْفَعُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ، قَالَ عَفَّانُ‏:‏ إِلَيْهِ، وَقَالَ الأَسْوَدُ‏:‏ إِلَى وَجْهِهِ‏.‏

310 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ‏:‏ أنبا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ بْنُ قُدَامَةَ، قَالُوا كُلُّهُمْ عنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ‏:‏ ثِنْتَانِ آنِيَتُهُمَا وَحُلِيُّهُمَا وَمَا فِيهِمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَحُلِيُّهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، زَادَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْهَيْثَمُ فِي حَدِيثِهِمَا‏:‏ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدُ أَنْهَارًا، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ بِتَمَامِهِ‏:‏ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جِنَّةِ عَدْنٍ فِي جَوْبَةٍ، ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدُ أَنْهَارًا، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَهْدِيٍّ‏.‏

بَيَانُ تَضَرُّعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ واجتهاده في الدعاء لأمته حتى أعطي رضاه فيهم، وأنه أول من يشفع، وأنه أول من يفتح له خازن الجنه بابها

311 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ‏:‏ ‏{‏رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة إبراهيم آية 36‏]‏، وَقَالَ عِيسَى‏:‏ ‏{‏إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة آية 118‏]‏، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي، وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ‏؟‏ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ‏:‏ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ، رَوَاهُ يُونُسُ، عَن مُسْلِمٍ بِمِثْلِهِ‏.‏

312 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ نَذْكُرُ الأَنْبِيَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ‏.‏

313 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ ‏(‏ح‏)‏ وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَيَّانَ الْمُؤَذِّنُ فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَاسْتَفْتِحَ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ فَأَقُولُ‏:‏ مُحَمَّدٌ، فَيُقَالُ‏:‏ بِكَ أُمِرْتُ لا أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ، رَوَاهُ يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، يَقُولُ‏:‏ لَمْ أَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ وَبِكَ أُمِرْتُ أَنْ أَفْتَحَهُ فَفَتَحَهُ‏.‏